نحن نعيش في عصر تطور التكنولوجيا لدرجة تجعلنا لا نعرف ماذا نختار! لكن دعنا نرى اذا كان لدى تسلسل ماسلو الهرمي إجابة لذلك.
الغريب بالموضوع أننا احياناً بحاجة الى تكنولوجيا لمساعدتنا في اختيار التكنولوجيا التي نريد
في بعض الأحيان نحن بحاجة الى تقنية معينة لحمايتنا من تكنولوجيا ما.
او اننا نشعر احياناً بأننا بحاجة الى التكنولوجيا لاستخدام تقنية أخرى.
باختصار، التكنولوجيا أصبحت في كل مكان: هواتف خلوية، كمبيوترات، أجهزة كهربائية، رياضة، منازل، وخدمات.
فوق كل ذلك كلمة “ذكي” (SMART).
عندما نضيف كلمة ذكي لأي شيء تقريباً، فأنه يصبح اكثر تطوراً وذكاءً، فهنالك التلفزيون الذكي، الهاتف الذكي، المنزل الذكي، السيارة الذكية…….الخ.
شيء مثير للدهشة! وكأن التقنية السابقة كانت غبية والان أصبحت ذكية.
اذاً، كيف نختار؟ هل نحن بحاجة الى كل هذه التقنيات وان نبقى معاصرين للتكنولوجيا في جميع الأوقات؟
الإجابة باختصار، حسب!
لا نريد ان نخوض هنا بتفاصيل وتفسيرات التكنولوجيا او كيف كنا وكيف أصبحنا.
بل سنقوم باستعراض التكنولوجيا من خلال مفهوم تسلسل ماسلو الهرمي للحاجات لبناء تصور حول احتياجاتنا التقنية.
تسلسل ماسلو الهرمي للاحتياجات التقنية
باختصار، تسلسل ماسلو الهرمي هو عبارة عن سلم أولويات احتياجات الانسان مقسمة الى ثلاث فئات رئيسة وهي الاحتياجات الأساسية، النفسية، وتحقيق الذات. تنقسم الفئات الرئيسة هذه الى خمسة مستويات.
يبدأ الهرم بقاعدة أوسع من الاحتياجات الأساسية للإنسان، ويتدرج هذا السلم الهرمي بالاحتياجات حتى تصل الى غاية تحقيق الذات في اعلى السلم.
يمكن تقريب مفهوم العلاقة ما بين احتياجاتنا للتكنولوجيا وتسلسل ماسلو الهرمي من خلال تحديد قدرتنا على تلبية هذه الاحتياجات ضمن المستويات الخمسة لتسلسل ماسلو.
على سبيل المثال، دعنا نفترض بانه يصعب عليك تلبية احتياجاتك الأساسية من مأكل، مشرب ، ومسكن؛ هنا السعي وراء أية حاجة إضافية يمكن ان يعرضك لفقدان قدرتك على تلبية احتياجاتك الأساسية هذه.
كانسان عقلاني، يصعب تصديق بانه يمكن ان تقايض حاجتك لمسكن لحصولك على هاتف ذكي من أبل (اذا غابت العقلانية، أي شيء ممكن).
الا انه اذا كان لديك القدرة على تلبية حاجاتك الأساسية، إضافة الى حاجات السلامة والأمان، فان مسألة المقايضة تصبح اسهل.
بهذه الحالة، تصبح انت في مستوى حاجات الانتماء والحب، بذلك تصبح المقايضة مسألة نفسية أكثر منها فسيولوجية. أي بمعنى اخر، يمكنك ان تحصل على لعبة بلاي استيشن 1 بدلاً من بلاي استيشن 5
او يمكنك ان توفر بعض النقود بعدم الاحتفال مع اصدقائك وتضع ما توفره لشراء موديل احدث من بلاي استيشن.
هنا أصبحت الحاجة تتخذ شكل الرغبة او التطلع.
إذا كنت من المولعين بالتكنولوجيا ووصلت الى هذا المستوى من الاحتياجات، قد تصبح مهتماً بالحصول على اخر ما توصلت اليها التكنولوجيا.
تصبح كلمة “ذكي” صديقك اللدود، ويصبح اخر الموديلات من تقنية الأوامر الكلامية “اليكسا” او تلفزيون سامسونج 85 بوصة 8 كي من اهم رغباتك او تطلعاتك.
لكن ليس من الضروري ان تكون من المولعين بالتكنولوجيا حتى تهتم بالحصول على اخر التقنيات، حيث انه يمكن تكون غايتك فقط الاستمتاع بالحصول عليها.
لدى وصولك الى اعلى التسلسل الهرمي، تصبح القصة مختلفة بالنسبة اليك. مسألة التدبير لن تكون عقبة في طريقك، فالان تتطلع للحصول على ما يجعلك تشعر بتحقيق الذات.
تريد اان يتم تقدير ما أنجزته من تحقيق الذات. فمن الممكن ان تكافئ نفسك بالحصول على ساعة ابل الذكية الذهبية من عيار 24 قيراط.
قد يراودك الشعور بأن الرفاهية أصبحت من ضمن امكانياتك، وهذا ممكن جداً. بذلك تصبح الماركات الثمينة هي احدي خيارتك المفضلة.
ما قد يساعدك اكثر على فهم الرابط ما بين تسلسل ماسلو الهرمي والتكنولوجيا هو تحديد الاحتياجات من خلال خمسة تيارات رئيسة:
اولاً: الاتصال
الاتصال مسألة واسعة، حيث ان أي شكل من اشكال التواصل التي قد تصل كيان بأي كيان اخر يمكن اعتباره احد وسائل التواصل.
هذا التواصل قد يكون ملموس كلقاء شخص باخر. كما يمكن ان يكون افتراضي او غير محسوس مثل لقاء شخص لآخر عبر وسيلة السكايب.
هذا التواصل يمكن ان يكون انساني؛ أي بين شخص واخر، او بين شيئين مثل الاتصال ما بين نظام الكتروني وجهاز الكتروني مثل ما يحدث بأجهزة الكمبيوتر: عندما يحول نظام التشغيل في الكمبيوتر الأوامر الى أفعال.
او يمكن ان يكون بين شخص وشيء ما مثل ان تعطي امراً كلامياً الى “سيري” (Siri) لتجد لك اقرب مطعم للمأكولات البحرية.
كما ان مسألة الاتصال مترابطة مع التيارات الاخرى بطريقةٍ او بأخرى.
ففي بعض الحالات يمكن ان تنظر اليها على انها تسلية او مسالة امنية، وفي بعض الحالات تكون مجرد مسألة اتصال.
اذا قمنا بالبحث عن الاتصال في تسلسل ماسلو الهرمي، فأننا نجده يقع في المستوى الثالث للاحتياجات الاجتماعية
يمكن ان يكون هذا صحيحاً في زمن الانسان الاول وفي العصور البدائية
لكن علينا ان نعتذر الى ماسلو ونعتبر الاتصال حاجة أساسية كاي حاجة أساسية أخرى في المستوى الأول
انت بحاجة الى الاتصال للحصول على الطعام، وانت بحاجة الى الاتصال للحصول على الامن.
لذلك، نحن كبشر، نجده من الصعب العيش من دون التواصل مع الاخرين
الاتصالات بأشكالها هي مسالة نسبية. ما يحدد حاجتنا الى الاتصال هو ما نستخدمه كأداة اتصال وكيف نستخدمها، وبالمقابل ماذا وكيف تعتمدان على مسالة الإمكانيات.
يمكن ان تستخدم نفس الأداة لاحتياجات مختلفة. على سبيل المثال، عندما تستخدم هاتفك النقال لمكالمة طبيبك لمسالة طارئة، فان الحاجة هنا هي للاتصال.
اذا استخدمت نفس الهاتف لأرسال رسالة نصية لبرنامج مسابقات، حتى وان كان الهاتف بسيط، فان الحاجة هنا أصبحت تسلية
كما يمكن ان تستخدم أدوات مختلفة لنفس الحاجة. على سبيل المثال، يمكنك ان تستخدم الهاتف العمومي لمهاتفة شخص ما، او يمكن ان تستخدم هاتف نقال بسيط مثل نوكيا 3310.
اما اذا كنت مقتدر، فانه يمكنك استخدام جهاز سامسونج اس 21 الترا لنفس الحاجة وهي الاتصال.
اذا كنت تبحث عن الرفعة، يمكنك ان تكون من ضمن هؤلاء الذين يسعون ان يكونوا من اول الحاصلين على جهاز النقال سامسونج جلاكسي زي المطوي.
بالنسبة الي، انا استخدم جهاز أي فون 7 الذي يلبي معظم احتياجاتي للاتصال. لكن هل ان أتطلع للحصول على أي فون 12 ماكس الجديد؟ بالطبع انا اريد ذلك، لكن مستوى المساومة لاحتياجاتي لم يصل للمستوى المطلوب بعد.
ثانياً: المسكن
يقول ماسلو ان المسكن هو حاجة أساسية
بالتالي نحن بحاجة الى مكان لنعيش فيه.
يمكن الاعتقاد انه لا يمكنك ان تسعى للحصول على تقنية ما بينما ليس لديك مكان يعطيك الدفء والأمان.
لكن ماذا لو ان التكنولوجيا تتعلق باحتياجاتي للمسكن
لفهم الرابط، اسال نفسك لماذا انت تحتاج المسكن؟
الجواب المختصر هو للاستراحة، الأمان، والامن.
إذا فكرت ملياً بهذه الغايات، فانك ستجد ان لها علاقة لمفهوم الراحة، بذلك يكون المسكن هو للراحة ايضاً
حسناً، هل التكنولوجيا بشكلها البسيط هي للحصول على الراحة؟
من المفروض ان تجعل التكنولوجيا حياتك اسهل واكثر فاعلية، لكمن ليس بالضرورة اكثر بساطة.
دعنا نرى كيف
عندما يكون كل ما تحتاجه هو ان تستلقي تحت سقف يحميك بعد يوماً طويل من العمل، التكنولوجيا قد لا تكون من سلم اولوياتك.
لكن عندما يكون مسكنك لا يوفر لك الراحة والدفء التي تحتاجها، فان الوضع يصبح مزعجاً.
بذلك الراحة تصبح متطلب
إذا كانت التكنولوجيا في ابسط اشكالها تساعدك للحصول على الراحة التي تسعى اليها بتكاليف اقل، فان التكنولوجيا هنا تصبح خياراً.
هنا انت لا تبحث عن تطور تكنولوجي؛ بل انت بحاجة الى حل بسيط يوفر لك الراحة والدفء الذي تبحث عنه.
ربما دفاية هوائية رخيصة تكون كافية لتدفئتك في الليالي الباردة، وبنفس الوقت، قد تساعدك للتبريد خلال أيام الصيف الحارة.
إذا كنت قادراً على تحمل نفقات راحة اكثر تطوراً، هذه الفرشة الذكية التي تأخذ شكل الجسم من خلال حشوتها الهلامية تمكنك من الحصول على نوم طويل مريح.
وكلما ارتفع سلم الإمكانيات لديك، كلما استطعت الحصول على تكنولوجيا اكثر راحة. عندها خيارات البيت الذكية تصبح متاحة لإعطائك الراحة، الدفء، وفوق ذلك الأمان الذي تحتاجه.
في الحقيقة ” الامن والفعالية هي من اهم الأسباب الرئيسة وراء الزيادة في استخدام خيارات البيت الذكية”.
هذا الترابط يأخذنا الى التيار الثالث وهو الامن.
ثالثاً: الامن
اصبح الامن مسالة كلية الوجود.
هناك الامن الشخصي، امن الممتلكات، امن الاتصالات، والامن المكاني.
بينما نستخدم احياناً كلمة الامن والسلامة لنفس الغاية، الا ان الامن هو مصدر السلامة.
مثل الحال في المسكن، السلامة والامن هم مصدر الراحة لك
من غير الراحة، حياتك تكون متخبطة.
من غير وجود شعور الامن والأمان، فأنك لن تستطيع ان تستمتع باخر تكنولوجيا الاتصالات او تكنولوجيا البيت الذكي.
ليس من الغريب ان يضع ماسلو الامن والسلامة من ضمن الاحتياجات الأساسية.
حاجتك الى تكنولوجيا الامن تنبع من شعور حاجتك الى الحماية
عند ينمو شعور الحماية لديك، تتعدد خياراتك لتكنولوجيا الامن.
هنا يأتي دور تكنولوجيا الامن، الا وهي ملئ الفراغ الذي لا تستطيع أساليب الامن التقليدية ان تلبيه.
عندما يصبح الحل بالتكنولوجيا أكثر فعالية وكفاءة، فان احتمال اعتماده يصبح اكبر.
هذا هو الهدف من التكنولوجيا الذكية. الا انه يجب ان تكون قادراً على الحصول عليها، والا ستكون الأساليب التقليدية هي خيارك الوحيد.
بدلاً من السهر الطويل لمراقبة أي حركات تثير الشبهة حول مسكنك، يصبح جهاز استشعار الحركة عن بعد بالصوت والصورة من ضمن خياراتك المثلى.
يمكن ان يكون للأمن صلة قوية بالمكان الذي تعيش فيه. فعلى سبيل المثال، ربما سلاحك الذي تحمله او موجود في البيت لن يكون خيارك الأمثل لحماية نفسك او من تحب من تهديد محتمل.
العالم تغير، وقوانينه واعرافه قد تغيرت كذلك. هذا لا يعني ان بعض أساليب الامن التقليدية أصبحت عديمة الجدوى.
لكن الامر هنا ان العالم اصبح اكثر ذكاءً، وانت عليك ان تكون اكثر ذكاءً ايضاً.
يمكن للسلاح لديك ان يحميك من التهديد في حال حصوله وقتها، لكن لا يمكنه حمايتك من العواقب التي تلي استخدامه.
ان تكون ذكياً هو ان تأخذ كل إجراءات الحيطة والحذر للحيلولة دون حدوث الخطر. بهذه الطريقة يمكنك ان تحمي نفسك واحبابك من الخطر وعواقبه. هذا هو الشعور براحة البال.
إذا كنت ذكياً بما فيه الكفاية لاستيعاب هذا الامر، فأنك ستكون مدركاً لحاجتك لتنمية احتياجاتك الأساسية للحصول على الشعور بالإنجاز التي تريده.
رابعاً: التنقل
ما نعنيه بالتنقل هنا هو أي شكل من اشكال الحركة تقوم به للانتقال من نقطة الى أخرى.
لذلك نرى ان التنقل موضوع واسع ومتشعب. كما هو الحال بالنسبة للتيارات الثلاث السابقة، التنقل مسألة تطورية وتحولية.
هو أقرب الى الاتصالات في مضمونه لذلك يمكن ان يكون في أي مستوى من مستويات تسلسل ماسلو الهرمي.
بينما تبحث عن تلبية حاجتك من الطعام، السكن، والامن، قد تحتاج الى التنقل من مكان الى اخر.
ربما احتياجاتك الاجتماعية تتطلب منك الانتقال من بلد الى اخر للقاء الشخص المنشود.
ربما تحتاج الى التنقل لإيجاد حلمك الوظيفي لتلبي رغبة تحقيق الذات لديك، او من الممكن ان تسافر للبحث عن مغامرة جديدة او رفاهية معينة.
لذلك، يمكن ان تكون احتياجات التنقل موجودة في أي مكان ضمن المستويات الخمسة لماسلو.
لكن ما يربط التنقل بالتكنولوجيا هو الكيفية التي نتنقل بها.
هل تتنقل بشكل بسيط او برفاهية؟ هل تتحرك من مكان الى اخر لأنك ملزم او فقط لإثارة اهتمام شخص ما؟
إذا لم تكن قادراً على تحمل كلفة التنقل وعليك ان تهرب من شيء ما، فربما يكون خيارك الوحيد هو قدميك.
ربما استخدام وسائل النقل العام يكون كافياً لحاجة التنقل لديك وكل ما تريده هو ان تضع سماعاتك على اذنيك لتساعدك على نسيان ما يدور حولك وان تستمتع برحلتك.
لكن ربما تحتاج الى ان تستلذ بإنجازاتك بحصولك على وسيلة نقل فارهة وعالية التقنية مثل هذه السيارات الكهربائية الرياضية فائقة السرعة
او انت بحاجة الى درجة عالية من الراحة وتسافر على متن الدرجة الأولى الفارهة، لأنك تشعر بانك تستحقها وانت قادر على تلبيتها.
الان، يبدوا ان الموضوع أصبح رفاهية اكثر منه حاجة تنقل فقط!
هو موضوعنا التالي.
خامساً: التسلية
هل توافق ان الحياة المليئة بالجدية قد تكون مملة؟ إذا لم توافق، لا داعي ان تكمل قراءة هذا الجزء.
إذا كنت توافق، فجرعة من المتعة لا تضر، ورجاءً اكمل القراءة.
البعض يرى ان التسلية كرفاهية، بينما بعض اخر يراها كمتطلب حياة.
الان، تكنولوجية التسلية هي بالتأكيد ليست حاجة أساسية.
يمكن ان يكون جهازك اللاب توب بشكله البسيط وسيلة اتصال، لكن هذه الأنواع من اللاب توب المخصصة للألعاب الالكترونية Asus ROG Zephyrus G14 و Acer Predator 21 X بالتأكيد هي من وسائل التسلية.
مثل الحال في الاتصال، يمكنك ان تحظى بالتسلية بمقايضة غير مكلفة.
دعنا نرى كيف
المسكن هو من احتياجاتك الأساسية، بينما الامن هو من المستوى الثاني من احتياجاتك الأساسية.
يمكن اعتبار التنقل والاتصال من ضمن الاحتياجات النفسية.
الا انه يمكن لأربعتهم ان يكونوا من ضمن فئة التسلية عندما يكون مستوى امكانياتك يضاهي او يزيد عن مستوى تلبيتها.
عندما يكون كل ما تحتاجه وتقدر على تلبيته هو فقط مأوى، فان أي مسكن بسيط وآمن يقيك من التشرد ويقي عنك المخاطر يكون كافياً.
الا انه عندما يكون مسكنك عبارة عن قصر على تلة مطلة على منظر مغيب الشمس فوق المحيط، تأكد، هذه رفاهية.
عندما يكون باب منزلك محكم ويقيك من أي تهديد محتمل لكنك اخترت ان تضع نظام ذكي يجعل موضوع الأمان أكثر راحة، فان الامر يصبح رفاهية.
بينما يمكنك ان تصل الى وجهتك بواسطة النقل العام، الا ان قدرتك على تحقيق الذات تعطيك الشعور بإمكانية الحصول على احد هذه السيارات الكهربائية رباعية الدفع، اذا هنا التنقل اصبح اكثر من مجرد تسلية ليصبح رفاهية.
اذا كان يصعب عليك ان تقابل احبائك او زملائك في العمل وجها لوجه، يمكن لأجهزة الواقع الافتراضي ان تحول صورة احبائك الى شكل افتراضي قريب من الواقع لتطفي على اللقاء الافتراضي نوع من الاثارة. لكن يجب عليك ان تكون قادراً على تلبيتها اولاً.
لا يمكننا ان نتغاضى عن واقع حاجتنا للتسلية، لكن الامر الفاصل هنا هو القدرة على تلبية هذه الحاجة.
ارجو ان لا تسيء فهمي هنا بان التكنولوجيا فقط التي تستطيع ان تلبي متعة التسلية.
حتى عندما نكون في المستوى الأول من احتياجاتنا، يمكن ان نحظى بالتسلية. لكن كاي شيء اخر بالحياة، فانه من الصعب عدم التقدم والنمو. احتياجاتنا تتغير وتتطور، والتكنولوجيا يكمن ان تكون جزء من هذا التغير.
ما هي الدروس المستفادة؟
يبدو ان ما تعلمناه هنا هو ان كل من الاحتياجات والتكنولوجيا هي مسائل تطورية ومتغيرة وليست ساكنة، وفي كلتا المسالتين، يلعب مستوى الإمكانيات الدور الفاصل في المساومة بينهم.
نحن هنا لا نعتقد بان مفهوم ماسلو الهرمي جاء من فراغ
تتفق او لا تتفق مع ماسلو، نحن كبشر لدينا احتياجات، لكن ما يمكن ان نخضعه للنقاش هو كيف نضع أولوية احتياجاتنا.
في نقس السياق نجد ان الاختراع والابتكار قد غير حياتنا. ما كنا نعتبره في السابق رفاهية او حاجة ثانوية يمكن ان يكون حاجة أساسية الان.
يمكن ان يكون علم تنقيب البيانات، الذكاء الاصطناعي، والتعلم الالي مفاهيم جديدة علينا، لكنها اوجدت لهدف وهو مفهوم “الذكاء”
فهي تساعد على إيجاد التكنولوجيا المناسبة حسب احتياجات، رغبات، وتطلعات المستهلكين. هي تساعد هؤلاء الذي يوظفون هذه التقنيات إيجاد من يستطيع تلبية التكنولوجيا.
باختصار، المفروض ان التكنولوجيا وجدت لراحتنا، وجعل حياتنا أكثر فعالية ومتعة. اذا وجدتها غير ذلك، فانه يجب عليك ان تكون ذكياً بما يكفي لتعي ان هذا النوع من التكنولوجيا ليس لك.
في أي حال، ذكائك لا يكون فقط في التكنولوجيا!