اهمية الاهداف والحوافز في التدريب البدني واتباع اسلوب حياة صحي

 

تعرف كيف فهم الاهداف والحوافز يساعد في الاستمرارية في التدريب البدني واتباع نمط حياة صحي

يمكن ان تقنع نفسك بالنهوض من الفراش والبدء في التدريب البدني، لكن ان تستمر بهذا النمط وتجعله اسلوب حياة فالموضوع مختلف.

جعل الحياة الصحية اسلوب حياة لا يتعلق بالتدريب البدني فقط كما سنرى في هذه المقالة، فهذا الامر يتعلق بطريقة التفكير التي تتعامل مع باطن الاهداف والحوافز.

الاهداف والحوافز مترابطة فيما بينها وهي تعمل كممكنات لتحقيق الانجازات.

فبينما تعمل الاهداف كبوصلة لتحديد الاتجاه وتعزيز الحوافز، تعمل الحوافز كخزان الطاقة للمضي قدما وتحقيق الاهداف.

لذلك، على اي شخص سواء كان  يسعى لممارسة التدريبات البدنية او اتباع نمط حياة صحي ان يدرك سبب هذا السعي.

وللإجابة على هذا السؤال، علينا ان نفهم ما هي الاهداف والحوافز.

وضع الاهداف:

الاهداف الحوافز

ان وضع الاهداف او الغايات هو العنصر الرئيس لبناء حافز او دافع قوي. عملية وضع الاهداف لا يحدد فقط الاتجاه، بل يبين ايضاً كيفية الوصول لهذه الاهداف.

استبيان قامت به مجلة “فكرة للمدربين الخاصين” IDEA Personal Trainer”  حول لماذا يتدرب الناس ويسعون الى اتباع نمط حياة صحي تبيَن ان %82 من العينة اختاروا تحسبن شكل الجسم  كهدفه رئيس.

الاهداف النسبة المئوية من العينة المستهدفة
تحسين شكل الجسم 82%
مراعاة وزن الجسم 77%
القوة العضلية 72%
تحسين الوضع الصحي 72%
الالتزام بالتدريب 72%
تحسين نمط الحياة 56%
تحسين النظام الغذائي 55%
تحسين المظهر 52%
تحسين مستوى التمارين الهوائية 51%
عامل الصحة النفسية 36%
تلبية المتطلبات الاجتماعية 23%

اما الاسباب المتعلقة بمراعاة وزن الجسم، القوة العضلية، والالتزام بالتمرين كانت حصتها %72 لكل منها  من العينة المختارة.

السبب المتعلق بتحسين نمط الحياة حصل على %56 من الاصوات، بينما السبب المتعلق بتلبية المتطلبات الاجتماعية كان في اخر السلم بنسبة %23 من اصوات العينة.

لكن انتبه! لا تجعل وضع الاهداف يحدد من قدرة الاداء لديك وذلك بجعلها “المقصد النهائي”، اي بمعني ان تكون الاهداف هي الحد الفاصل في ان تستمر في التدريب او لا.

بل عليك ان تنظر الى الاهداف على انها وسيلة للتقدم للامام لتحقيق الاهداف التالية.

وحتى لا تقع ضحية لهذا النوع من التفكير، عليك ان تدرك نقاط القوة والضعف لديك، فهذا يساعدك على تحديد المواضع التي تحتاج فيها الى المساعدة اكثر.

في استبيان آخر حول الصعاب التي تواجه الرجال والنساء الذين يسعون الحصول على نمط حياة صحية وان يكونوا لائقين بدنياً، تبين ان نوع الغذاء والاكل هو اكثر ما يحتاج الرجال المساعدة فيه، بينما المساعدة في التمرين والحركة هو اقل ما يحتاجه الرجال.

تريب بدني

اظهر الاستبيان تقريباً نفس النتائج بما يخص النساء ولكن بنسب متفاوتة.

استبيان الاهداف والحوافز

الا ان المثير للانتباه في هذا الاستبيان ان الحصول على المساعدة في تقليل من مستوى التوتر والحصول على نوم افضل اكثر اولوية للرجال والنساء من المساعدة في التدريب والحركة.

هذه النتائج تبَين اهمية تحديد وفهم طبيعة الاهداف التي نختارها سوآءا كانت داخلية (جوهرية) او خارجية (ظاهرية).

الجدول التالي يبين طبيعة الاهداف لمساعدتنا في فهم ممكنات تحقيق الغايات وبالتالي تحقيق الاهداف المرادة:

محتوى الهدف  طبيعة الهدف
اللياقة البدنية داخلي
خسارة الوزن خارجي
صحة جيدة  داخلي
تحسين مظهر الجسم  خارجي
الاستمتاع  داخلي
تناسق الجسم  خارجي
التفاعل الاجتماعي  داخلي
إبهار الآخرين  خارجي
تعزيز احترام الذات  داخلي
الفوز بالجوائز  خارجي
تنمية الصداقات  داخلي
تلبية رغبة التنافس  خارجي
تقليل التوتر  داخلي
التخلص من الملل  خارجي
تحسين المهارات  داخلي
بناء العضلات  خارجي

الآن، حان الوقت للسؤال: ما هي غاياتك؟ وبعدها يمكنك ان تبني برنامج تدريب علمي متكامل يتناسب مع مستوى اهتمامك، قدرتك المالية، ونمط حياتك.

يمثل الرسم التالي مثالاً لخطة طريق حول كيفية بناء الاهداف ووصلها مع المتطلبات، الاداء، والنتائح.

تدريب بدني نمط حياة صحي

يمكننا ان نرى ان عملية وضع الاهداف هي عملية متعاقبة بحيث كل هدف او غاية تؤدي الى هدف آخر حتى تصل الى الهدف النهائي المراد.

بالتالي، التفوق هو عملية مستمرة يصلها من لديه الحماس الداخلي والالتزام بالتدريب.

بالنهاية، حتى يتسنى لك التركيز وتحويل رغباتك الجادة الى أهداف ولتحقيق مساعيك في التدريب،  انت بحاحة الى:

  • ان تحدد الاهداف وان تكون قابلة للتحقيق
  • عبر عن اهدافك كتابةً: جدول مواعيد مزدحم والانشغال في امور الحياة ممكن ان تجعل رغباتك الجادة مجرد تمنيات وذكرى، لذلك عليك ان تكتب الاهداف وان تضعها في مكان تراه كثيراً
  •   عبر عن الاهداف بطريقة ايجابية: دائماً استخدم عبارات ايجابية لوصف الاهداف، فعلى سبيل المثال: لا تقول “لن اتناول الوجبات السيئة بعد الآن” بل قل “سوف اتناول طعام صحي كل يوم”، او “انا استمتع بتناول الطعام الصحي في كل يوم”. هنا الهدف هو تأكيد للقيام بالفعل المنوي عمله.
  • اعطي موعد نهائي لإنجاز الهدف او الغاية: لتعزيز الدافع او الحافز، قم بوضع اطار زمني لانجاز الاهداف، بغير ذلك، لن يكون هناك عنصر إصرار لانجاز الهدف، مما يرجعك الى نقطة البداية من غير ان تشعر. هذا لا يعني انه لن يكون هناك مشاكل او ظروف يمكن ان تظهر بشكل غير متوقع، لكن عند هذا الامر يمكن ان تعدل الاطار الزمني حسب الحاجة او التغير.

يجب ان يحظى الهدف بدافع وجداني، لأنه اذا كان لا يوجد هناك دافع وجداني، لن يكون هناك اصرار على تحقيق الهدف، وهذا الامر يتطلب منك ان تضع سلم اولويات للاهداف حسب اهميتها وان تميز بين التمنيات والاهداف الحقيقية.

لذلك الهدف يجب ان يكون تحدي لكن واقعي؛ اذا كان الهدف سهل مثل ان تقول “سوف اذهب الى التدريب غداً” فانه لن يحظى الاهتمام اللازم لانجازه. والعكس صحيح، اي اذا كان الهدف صعب جداً، فمن الممكن ان يفتقد الثقة الكافية لتحقيقه. لذلك، اختار الاهداف التي يمكن ان تتحقق اذا توفر فيها عناصر الادامة وتركيز الجهد.

التحفيز:

الحوافز

التحفيز امر معقد نوعاً ما، فهو عبارة عن اندفاع او حاجة فسيولوجية تعمل كمحفز للقيام بعمل ما.

الوازع الداخلي يدفع الاشخاص الى التوجه للقيام بعمل ما، وهذا التوجه يتخذ شكل معين مثل اخذ حبوب تغذية، شراء معدات تدريب، الاشتراك بنادي لياقة، تجربة حمية غذائية معينة، التفكير بإجراء عملية جراحية، او الاستعانة بمدرب خاص.

بالمقابل، الوازع الداخلي  في العادة ينبع من حاجة اساسية بالقبول او الاعتراف بشيءٍ ما.

فبينما نرى ان طبيعة الهدف تكون اما داخلي او خارجي كما رأينا سابقاً، الحافز او الدافع بالمجمل يكون داخلي فقط.

باختصار، الحافز هو المحرك الداخلي الذي يسير طاقاتك باتجاه تحقيق الاهداف.

فهم الاهداف والدوافع وترابطهم يقودنا الى التوازن ما بين العملية الذهنية لاختيار البرنامج التدريبي الصحيح و  ما يناسبنا كمتدربين على ارض الواقع.

البرنامج التدريبي:

لقد وصلنا هنا الى النقطة التي يتحتم علينا ان نبدأ ببناء برنامج تدريب للياقة البدنية.

الا ان بناء برنامج تدريبي يحتاج الى تقييم بدني ولياقي مبدأي.

كل تقييم بدني يجب ان يحتوي على المؤشرات الضرورية التي تحدد القوة العضلية، قوة التحمل، المرونة، ودرجة تحمل نظام الدورة الدموية.

ويلي هذا التقييم، تقييم اعمق لقياس التطور وتحديد النقاط التي بحاجة الى تحسين.

ومن هنا، يمكننا ان نبني برنامج مخصص لما هو الافضل للمتدرب.

قبل ان ننهي هذا الموضوع، ، اريد فقط ان اتكلم عن عبارة متداولة وهي “لا زيادة من غير الم”.

عندما كانت تطبق هذه العبارة في التمرين، بالعادة كانت تؤدي الى ان يحاول الشخص القيام اكثر من اللازم.

لذلك، ممكن ان نقابل هذه العبارة بعبارة “لا الم يعني لا زيادة وبالتالي لا منطق”.

لذلك من مصلحتك ان تعي ان التمرين ليس بالضرورة ان يؤذيك لتحسين مستوى لياقتك.

 

وحتى نلتقي في مقالة اخرى، ركز على اهدافك ووازعك الداخلي، وبنفس الوقت استمر بتحفيز نفسك.

 

مؤلف هذه المقالة هو المدرب الشخصي تيمور ابيقوة: مدرب مرخص من قبل منظمة الرياضة والعلم الدولية ISSA.

تيمور هو مدرب محترف ومتخصص في رفع الاثقال، تمارين القوة، وتنظيم وزن الجسم.

One Reply to “اهمية الاهداف والحوافز في التدريب البدني واتباع اسلوب حياة صحي”

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *